الأربعاء، 30 يناير 2013

عابرون نحو | النعيم السرمدي ❀



بسم الله الرحمن الرحيم




مَدْخَلْ 

تَتَقَاذَفُنَا أَمْوَاجُ الحَيَاةِ مِنْ كُلِّ جَانِبْ ،
وَ تَأْخُذُنَا شَهَوَاتُنَا حَتَّى نُوْشِكُ عَلَى السُّقُوْطِ فِيْ الهَاوِيَةْ
وَ لَكِنَّ رَحْمَةَ اللهِ بِنَا ثُمَّ ضَمِيْرُ الفِطْرَةِ الذِيْ فِيْ دَاخِلِنَا يَنْتَفِضُ كُلَّ حِيْنٍ
نَضِّلُّ فِيْهِ عَنْ دَاعِيْ الرُّبُوْبِيَّةِ ،وَ لَا يَسْتَكِيْنُ حَتَّى نُصَحِّحَ المَسِيْر..
يَصْرُخُ فِيْنَا أَنْ تَمَهَّلُوْا أَيُّهَا العَابِرُوْنَ فَهُنَاكَ جَنَّةْ !..
خُذُوْا بِأَيْدِيْ بَعْضِكُمْ ،صَحِّحُوْا خَطْوَكُمْ وَ قَيِّمُوا إِعْوِجَاجَكُمْ 
حَتَّىْ تَبْلُغُوا ذَاكَ النَّعِيْمِ ، الذَّيْ مَا أَنْتُمْ مَاضُوْنَ هَهُنَا إِلَا لِأَجْلِهْ ..






وَ بَيْنَ طَيَّاتِ هَذَا المُتَصَفِّحِ حَاوَلْنَا أَنْ نُصَوِّرَ هَذَا المَشْهَدَ 
- الذِّيْ قَدْ يَمُرُّ بِهِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا - 

فِيْ كَلِمَاتْ، وَ بِالرِّيْشَةِ أَضَفْنَا بَعْضَ اللَّمَسَاتْ .. 
آمِلِيْنَ أَنْ تَرْقَى لِذَائِقَتِكُمْ يَا كِرَامْ ..


،,
هَاكُمْ جُهْدَنَا المُتَوَاضِعِ مَعْ كُلِّ حُبٍّ وَ احْتِرَام 




مَالِيْ أَرَاكَ - أَيَا أُخَيَّ - بِلُجَّةٍ تَبدُوْ غَرِيقْ؟

= أَشْكُو عَذَابَ النَّفسِ حِينَ تَجُرُّنِي للذَّنبِ قَهرَاً يَا صَدِيقْ!


*إِنْ أَذنَبَتْ بَادِرْ فَتُبْ!..


= لَكِنْ تَعُودُ وَ إِنْ تَتُبْ ؟!


* وَ إِنْ تَعُدْ أُخرَىْ فَتُبْ ! ..
رَبِّي رَحِيمٌ مُشفِقٌ ،

- ياَ صَاحِبِي - مَهمَا تَعُدْ ، يَقبَلكَ يَهدِيكَ الطَّرِيقْ

!..

= الذَّنبُ أَدمَىْ مُهجَتِيْ، وَ الدَّمعُ أَرَّقَ مُقلَتِيْ ..
إِنِّي مُقِرٌّ بِالذِّي قَد كَانَ مِنِّي مِن عَطَبْ ..
لَكِن مَلَلتُ تَذَبذُبَاً كَيفَ الثَّبَاتُ أَيَا 
رَفِيقْ ؟!


* هَوِّن عَلَيكَ - أُخَيَّ -

إِنَّ طَرِيقَ رَبِّي وَاضِحٌ ، سَهلٌ رَقِيقْ ..
فَاسْأَلْهُ تَوْفِيقَاً وَ تَسْدِيْدَاً يُيَسِّرْ 
دَرْبَكَ المَشْقُوْقَ فِيْ البَحْرِ العَمِيْقِ ..
أَقِمِ الصَّلاَةَ لِوَقتِهاَ ، وَ اذكُرْ إِلَهكَ عِنْدَهاَ ،

وَ اصحَبْ رِفَاقَ فَضِيلَةٍ ، يَهدُوكَ إِنْ تُخطِي الطَّرِيقْ

!..


= أَوَهَكَذَا دَربُ الثَّبَاتْ ؟!


* أَجَل، أَجَل ..


= ياَ صَاحِبِيْ أَخشَى المَمَاتْ ؟! :"


* بَادِرْ إِذَن قَبلَ الفَوَاتَ ..


سَتَرى
 الحَيَاةَ تَبَسَّمَتْ ، وَ استَبشَرَتْ ، وَ تَغَيَّرتْ ،

وَ تَرَى الأُمُورَ تَبَدَّلَتْ ، وَ تَيَسَّرتْ مِن بَعدِ ضِيقْ ..
يَا صَاحِبِيْ مَا هَذِهِ الدُّنيَا سِوَىْ هَمٌّ وَ غَمَّ ..

إِنْ أَضحَكَتْ يَوماً فَبَعدَ نَهَارِهاَ لَيْلُ أَطَمَّ !..
ياَ صَاحِبِيْ مَا نَحنُ إِلَّا عَابِرُونْ ..


نَحوَ النَّعِيمِ السَّرمَدِيِّ هُنَاكَ يَحيَا الخَالِدُونَ 


= اللهَ يَا ذَاكَ النَّعِيْمِ .. زِدْنِي بِمَا عِنْدَ الرَّحِيْم !

* فَاسْمَعْ إِذَنْ يَا صَاحِبِيْ :

تِلْكَ 
الجِنَانُ تَزَيَّنَتْ وَ تَفَتَّحَتْ أَبْوَابُهَا 
حَصْبَاؤُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ الزَّعْفَرَانُ تُرَابُهَا ..
وَ خِيَامُهَا سُتُّوْنَ مِيْلاً، حَوْلَهَا خُدَّامُهَا
وَ تَفَجَّرَتْ مِنْ كُلِّ فَجٍّ تَحْتِهَا أَنْهَارُهَا،
عَسَلٌ وَ خَمْرٌ سَائغٌ يَا سَعْدَهُمْ ذُوَّاقُهَا ..
قُلْ لِي بِرَبِكَ 
كَيْفَ يُخْطِئُ عَاقِلٌ هَذَا الطَّرِيْقَ ؟!


= أَوَّاهُ مِنْ دَرْبِ الهَوَىَ وَ التِّيْهِ فِيْ الوَادِيْ السَّحِيْقَ ! 

 إستِمَآع
* أَهْلُ الجِنَانِ مُنَعَّمُوْنَ حَيَاتُهُمْ تَأْبَى الفَنَا !..
لاَ هَمَّ لَا غَمُّ وَ لَا أَسْقَامَ، يَنْسَوْنَ العَنَا ..
وَ أَهَمُّ مِنْ هَذَا وَ ذَاكَ! 

وُجُوْهُهُمْ مُبْيَضَّةٌ، فِيْ قُرْبِ رَبِّي كَمْ تَطِيْبَ!


= أَوَّاهُ حِيْنَ نُفُوْسُنَا ، قَدْ سَوَّلَتْ فِعَلَ الخَنَا !..
أَوّأهُ حِيْنَ تَسَتَرَّتْ ، وَ نَسَتْ بَصِيْرَاً قَدْ دَنَا !..
يَا رَبِّ عَفْوَكَ عَنْ عُبَيْدٍ تَائِبٍ مِمَّا جَنىَ
فَاقْبَلْ إِلَهِي تَوْبَهُ وَ اغْفِرْ ذُنُوْباً 
كَالحَرِيق !..



 إستِمَآع


هَمسَات النَعِيم السَرمَدِي




























مَخْرَج
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "



هناك تعليقان (2):

  1. صبرًا أيَا فاطمة -يرحمكِ الإله- ،
    لا أدري ما الذي جعَلني في كلماتكِ بعد رحيلكِ أتعلَّق "(
    فاطمه دعينِي أحكِي الكَثيرَ عنكِ وإن رحلتِ، إن في قَلبي لكِ حُبًا ..
    لا تسأليني ما الذي خَبَّأه،
    فاطمة أنتِ تغيير، أنتِ أمل، أنتِ ارتواء "(
    فاطمة أنتِ حَياه .. يرحمكِ الله ......

    كُل حُروفكِ أثرت بي،
    كُلكِ تفاؤل، فوق النبضِ أنتِ للحَزانى سعاده،
    ارتواء ... رويتِي القَلب حتى بعدَ المَمات ...
    يرحمكِ الإله ويغفرُ لكِ،
    أدخلكِ الله الفردوس الأعلى "(

    ردحذف
  2. كلمات معبِّرة وصادقة، نابعة من القلب... كلماتك حقًّا روَت القلب حتى بعد الممات.

    اللهم ارحم واغفر للمسلمين الأحياء منهم والأموات...

    ردحذف